يطلقون عليها اسم «دوري ابطال اوروبا» غير انها نادرا ما اثبتت وفاءها لمسماها نتيجة اصول وقوانين بعيدة كل البعد عن منطق الامور.
سنة بعد سنة تؤكد هذه البطولة، من خلال اصول قرعتها، انها غير عادلة البتة.
سنحصر الحديث في القرعة الاخيرة التي اجريت يوم الجمعة الماضي في مدينة نيون (سويسرا) وحددت معالم الدورين ربع ونصف النهائي للمسابقة الاوروبية الام.
فياريال الاسباني وارسنال الانكليزي يلتقيان في مواجهة ستكون بلا شك «في الظل»، خصوصا ان الاول لا يملك من النجوم والتاريخ ما يشفع له بجذب الانتباه، فيما يصارع الثاني للعودة إلى نادي «الرباعي الكبير» في انكلترا.
اضف إلى ذلك ان فياريال ليس بطل اسبانيا وارسنال ليس بطل انكلترا، في الوقت الذي اوقعت فيه القرعة مانشستر يونايتد بطل انكلترا مع بورتو بطل البرتغال.
واذا كانت البطولة فعلا «دوري ابطال اوروبا» (مع التركيز على كلمة «ابطال») فكان لا بد لها ان تحمي الابطال اولا من مواجهة مبكرة فيما بينهم.
تصوروا مثلا ان يودع بطل انكلترا المسابقة في ربع النهائي، فيما يكمل فياريال المشوار!
فياريال في الاصل، بلغ ربع النهائي على حساب باناثينايكوس اليوناني «المتواضع»، فيما ودع انترميلان بطل ايطاليا (مثلا) المسابقة في الدور الماضي لانه وقع في مواجهة مانشستر يونايتد.
واذا تحدثنا بالمنطق، نجد انه كان يتوجب على الاتحاد الاوروبي للعبة توزيع الفرق على مستويين بالنظر إلى نتائجها في المواسم الاخيرة، فيضم الاول مانشستر يونايتد وبرشلونة (او بايرن ميونيخ) وتشلسي وليفربول، ويشمل الثاني بايرن ميونيخ (او برشلونة) وبورتو وارسنال وفياريال، وبعدها يجري القرعة المفتوحة، او ان توضع الفرق التي توجت بطلة في بلادها في مستوى والفرق الا... في مستوى، مع العلم ان ثلاثة اندية فقط من اصل الثمانية المتواجدة في ربع النهائي تحمل لقب البطولة في بلادها (مانشستر يونايتد في انكلترا وبايرن ميونيخ في المانيا وبورتو في البرتغال).
لا نجد اي داع لوضع بايرن ميونيخ او برشلونة او تشلسي، مبكرا خارج بطولة تعتبر الابرز في العالم على مستوى الاندية، وان كنا اليوم في طور الدور ربع النهائي.
كان يتوجب على مجموعة الاندية الاوروبية الكبرى ان تطالب الاتحاد الأوروبي بتعديل معايير قرعة دوري الابطال عوض التركيز على المطالبة بزيادة مردوداتها من البث والاعلانات وما إلى ذلك من امور لا تقدم ولا تؤخر في سلم اهتمام المتابع والمشاهد.
صحيح ان من شأن القرعة ان توجد اجواء حماسية غير منتظرة في بعض الاحيان، غير ان تسييرها وفق اصول منطقية سيضمن في اسوأ الاحوال، وصول الكبار والابطال فقط إلى الادوار المتقدمة لبطولة اسمها «دوري الابطال» وواقعها «دوري القضاء على الابطال».