إذا كانت الحياة، كما يقولون، «يوم لك... ويوم عليك»، فإن يوم السبت الماضي شهد تقاسم فريقي ليفربول ومانشستر يونايتد الانكليزيين القول، فذهب القسم الأول منه الى «الحمر» والثاني الى «الشياطين الحمر»، بعد ان تمكن رجال الاسباني رافايل بينيتيز من الحاق هزيمة نكراء برجال الاسكتلندي اليكس فيرغوسون، وأين؟ في «أولد ترافورد».
مانشستر «لم يكن في يومه» بالتأكيد والا لما سقط بنتيجة 1/4 على أرضه وبين جماهيره، غير ان هذه النكسة لم تضع نقطة نهاية لآماله في الاحتفاظ بلقبه بطلا للدوري الممتاز للموسم الثالث على التوالي، ولا شك في ان فيرغوسون نام قرير العين ليلة السبت رغم الهزيمة المرّة كونه أدرك ان القدر لعب في صالحه الاربعاء الماضي عندما كان «اليوم له... وليس عليه» خلال مواجهته انترميلان الايطالي في اياب ثمن نهائي دوري أبطال اوروبا.
وإذا كان مانشستر سقط في عقر داره بالاربعة يوم السبت، فما كان يمنع «الفريق اللومباردي» بقيادة السويدي زلاتان ابراهيموفيتش والبرازيلي ادريانو من تجاوز عقبة «الشياطين» على الجبهة الاوروبية قبلها بثلاثة أيام؟
«يونايتد» كان محظوظا جدا في لقائه والانتر، ولا يكفي التسليم هنا بأن تفاصيل صغيرة قادرة على تغيير نتيجة أي مباراة، بل يجب الجزم بهذا الواقع.
«كارثة اولد ترافورد» التي سطرها ليفربول جاءت في وقتها المثالي بالنسبة الى مانشستر الساعي الى السداسية (أحرز ألقاب بطل الدرع وبطل كأس العالم للأندية وبطل كأس الرابطة، وما زال حاضرا في دوري الابطال وكأس انكلترا ويتصدر ترتيب الدوري الممتاز).
ولو جاء هذا السقوط المدوي أمام الانتر لكانت الخسائر غير قابلة للتعويض.
محظوظ فيرغوسون رغم تسليمنا بعبقريته التي فرضها منذ وصوله الى «أولد ترافورد» في العام 1986.
محظوظ جدا الفريق الذي ينتزع كأس دوري الأبطال 1999 في ظرف دقيقة، ويحرز الكأس نفسها بركلة ترجيح بعدها بتسعة أعوام، ويفوز بدرع الموسم 2008/2009 بركلات الترجيح أيضا وبكأس الرابطة 2009 بالطريقة نفسها، ثم يسقط على أرضه وبرباعية موجعة في الدوري دون ان يؤثر ذلك على المشهد العام للنادي الذي حافظ، بطبيعة الحال، على حضوره على الجبهات كافة.
محظوظ جدا مانشستر يونايتد حتى في توقيت ومكان سقوطه، ورغم ان السبت الماضي كان بالمنطق «يوما على» الشياطين الحمر الا ان فيرغوسون يدرك تماما، بينه وبين نفسه، انه في المحصلة كان «يوما له».