نسبه وأخباره
هو عبيد الله بن قيس بن شريح بن مالك بن ربيعة بن أهيب بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي بن غالب. وأمه قتيلة بنة وهب بن عبد الله بن ربيعة بن طريف بن عدي بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني محمد بن محمد بن أبي قلامة العمري قال حدثني محمد بن طلحة، قال الزبير وحدثنيه أيضاً محمد بن الحسن المخزومي، قالا جميعاً: كان يقال لبني معيص بن عامر بن لؤي وبني محارب بن فهر: الأجربان من أهل تهامة، وكانا متحالفين، وإنما قيل لهما الأجربان من شمة بأسهما وعرهما من ناوأهما كما يعر الجرب.
سبب تلقيبه بهذا اللقب
وإنما لقب عبيد الله بن قيس الرقيات لأنه شبب بثلاث نسوة سمين جميعاً رقية، منهن رقية بنت عبد الواحد بن أبي سعد بن قيس بن وهب بن أهبان بن ضباب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤفي، وابنة عم لها يقال لها رقية، وامرأة من بني أمية يقال لها رقية. وكان هواه في رقية بنت عبد الواحد، وكان عبد الواحد فيما أخبرني الحرمي بن أبي العلاء عن الزبير ينزل الرقة. وإياه عنى ابن قيس بقوله:
ما خير عيش بالجزيرة بعد ما عثر الزمان ومات عبد الواحد
وله في الرقيات عدة أشعار يغنى فيها تذكر بعقب هذا الخبر. والأبيات الثانية التي فيها اللحن المختار يقولها في مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وكان صاحب شرطة مروان بن الحكم بالمدينة.
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني عمي قال: لما ولي مروان بن الحكم المدينة ولى مصعب بن عبد الرحمن بن عوف شرطته، فقال: إني لا أضبط المدينة بحرس المدينة، فابغني رجالاً من غيرها، فأعانه بمائتي رجل من أهل أيلة فضبطها ضبطاً شديداً. فدخل المسور بن مخرمة على مروان فقال: أما ترى ما يشكوه الناس من مصعب! فقال:
ليس بهذا من سياق عـتـب يمشي القطوف وينام الركب
وقال غير مصعب في هذا الخبر وليس من رواية الحرمي: إنه بقي إلى أن ولي عمرو بن سعيد المدينة وخرج الحسين رضي
الله تعالى عنه وعبد الله بن الزبير، فقال له عمرو: اهدم دور بني هاشم وآل الزبير، فقال: لا أفعل، فقال: انتفخ سحرك يا بن أم حريث! ألق سيفنا! فألقاه ولحق بابن الزبير. وولى عمرو بن سعيد شرطته عمرو بن الزبير بن العوام وأمره بهدم دور بني هاشم وآل الزبير، ففعل وبلغ منهم كل مبلغ، وهدم دار ابن مطيع التي يقال لها العنقاء، وضرب محمد بن المنذر بن الزبير مائة سوط، ثم دعا بعروة بن الزبير ليضربه. فقال له محمد: أتضرب عروة فقال: نعم يا سبلان إلا أن تحتمل ذلك عنه، فقال: أنا أحتمله، فضربه مائة سوط أ...، ولحق عروة بأخيه. وضرب عمرو الناس ضرباً شديداً، فهربوا منه إلى ابن الزبير، وكان المسور بن مخرمة أحد من هرب منه، ولما أفضى الأمر إلى ابن الزبير أقاد منه وضربه بالسوط ضرباً مبرحاً فمات فدفنه في غير مقابر المسلمين، وقال للناس، فيما ذكر عنه: إن عمراً مات مرتداً عن الإسلام.