أيها الأخوة الكرام : مع الدرس السابع من دروس النهي عن التعامل مع السحرة والمشعوذين والجن .
أيها الأخوة الكرام : كان موضوع الدرس السابق الحديث عن السحرة ، واليوم ننتقل إلى موضوع جزئي من هذا الموضوع الكبير ، ألا و هو أن مدافعة السحر لا تصح إلا بالمعالجة الشرعية .
هناك ألف أسلوب وأسلوب ، وألف طريقة و طريقة أساسها الدجل والشعوذة والكذب والخرافة ، لكن لمكافحة السحر ومدافعة السحر طريق وحيد هو الطريق الشرعي ، يقول أحد كبار العلماء : " من سلك في دفع عداوتهم مسلك العدل الذي أمر الله به ورسوله فإنه لم يظلمهم ، بل هو مطيع لله و رسوله في نصر المظلوم ، و إعانة الملهوف ، و التنفيس عن المكروب " .
أي إذا لجأ إنسان وقع السحر عليه ، أو إنسان أصابه مس من الجن لجأ إلى عالم رباني يعرف الله ، يعرف تفاصيل منهج الله ، يعرف الوسائل الشرعية ، و طبق هذا العالم الوسائل الشرعية في مدافعة السحر فلا شيء عليه ، بل إنه قدم خدمة كبيرة لهذا المسحور ، أو للذي أصابه مس من الجن .
الطريق الشرعي أيها الإخوة ليس فيها شرك بالخالق ، الحقيقة الكبرى الأولى والأخيرة أن أيّ جهة في الأرض لا تستطيع أن تمسك بأذى إلا إذا أراد الله :
[ سورة البقرة : الآية 102]
فعلاقتك في موضوع السحر وموضوع مس الجن مع الله وحده .]
أيها الأخوة الكرام : هذا الأسلوب الشرعي في مدافعة السحر والمس ، ومدافعة شياطين الإنس ، بالاستعاذة بالله تكون أقوى البشر ، بالاستعاذة بالله تكون أعلم البشر ، بالاستعاذة بالله تكون أغنى البشر ، لكن سبحانك يا رب ، يوجد أشياء كثر تردادها ترداداً لفظياً أجوف فارغاً فقدت معناها ، و فقدت قيمتها ، مثلاً لو أن إنساناً أغضب إنساناً ماذا يقول الإنسان الذي أُغضب ؟ أشهد أن لا إله إلا الله ، هل أنزلت هذه الشهادة من أجل أن تعبر بها عن غضبك ؟ قد تسأل إنساناً ملحداً كيف الصحة ؟ الحمد لله ، تحمد من ؟ يوجد كلمات من كثرة ما رددها المسلمون ترديداً ببغاوياً وترديداً أجوف ، وشكلياً فقدت معناها ، أما أنت حينما تقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق ، ومن شر غاسق في العقد ، و من شر النفاثات في العقد ، و من شر حاسد إذا حسد ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول : عين الحاسد تضع الجمل في القدر ، وتضع الرجل في القبر .
إذا تباهى إنسان بنعمة ، و افتخر بها ، و أراد أن يكسر قلوب من حوله بها ، هكذا دخلي ، هكذا ربحت ، إلى هذا المكان ذهبت ، بدأ يفتخر بما آتاه الله عز وجل ليستعلي على عباد الله قد تصيبه عين الحسود ، لأنه غافل عندما مدح نفسه ، و افتخر ، و استعلى ، و كبر نفسه ، و استكبر وأثار الحسد ، فيأتي حاسد غافل فيحسده ، فتصيبه العين ، العين لا تدرأ أخطارها بكلمة عين الحاسد تبلى بالعمى ، لا ، بهذا لا يرد الحسد ، يرد الحسد بالتواضع ، يرد الحسد بعدم إظهار الزينة ، بعدم التفاخر ، بعدم التباهي ، بعدم الزهو ، بهذا يرد الحسد ، أما بوضع ورقة مكتوب عليها الحسود لا يسود ، هذا كلام لا يقدم ، و لا يؤخر .